درس نقاط الدخول والخروج

ماذا تدخل السوق الآن :

الإجابة على هذا السؤال ستحدد الكثير من طرق الأداء ولأي مدى سينتظر المتداول قبل الخروج من السوق ...

مثال : إذا نستطيع أن نقوم بشراء الإسترليني بناء على التحليل الفني
والأصولي ... تذكر دائما أن حركة العملة تتمتع بالمرونة وسرعة الحركة ..
فالنفترض أنه بعد صدور تلك البيانات من إنجلترا أخذ الجنيه الإسترليني في
الإرتفاع , ثم صدرت بيانات أخرى من الولايات المتحدة تفيد بإرتفاع شديد في
مؤشر ثقة المستهلكين .. هذا المثال يعكس خاصية هامة في سوق العملات :

سوق العملات يتفاعل مع الخبر حسبما يفسره المتداولون , ليس بإعتبار الرقم
مرتفع أو منخفض فسوق العملات أبعد ما يكون عن الجمود أو المثالية ....

فلنفترض أن معظم المتداولين وجدوا أن الرقم الصادر من الولايات المتحدة
يعكس أيضا مؤشرات نمو من الولايات المتحدة مما يجعل الأصول والأسهم
الأمريكية أفضل وأكثر جاذبية من غيرها .. سنجد ما يفيد هنا أمران :

الأول : يجب ألا تتداول بقلبك بل بعقلك وكن مرنا...
الثاني : لا تصبر كثيرا على العقود الرابحة أو الخاسرة

فالعقود الرابحة من الممكن أن تتحول الى خاسرة كما في المثال السابق إذا
لم تكن قد خرجت من السوق قبل صدور الأخبار الأمريكية والعقود الخاسرة قد
تتكبد خسارة أكبر ..

مثال آخر : في يونيو 2001 كان سعر صرف اليورو / دولار حول مستوى 0.8300
وجميع التحليلات الأصولية والتقنية ومقارنة الحالة الإقتصادية كانت تؤكد
إنخفاض اليورو الى مستويات 0.8000 و 0.7900 ... ولكن مجموعة من التصريحات
والبيانات من الرئيس الأمريكي جورج بوش ومحافظ البنك المركزي الإنجليزي
وبيانات الهيئة العامة لمدراء المشتريات (NAPM) والتي تعرف حاليا بمعهد
إدارة الموارد ...تناقش القوة المبالغ فيها للدولار وكيف أنها ستؤثر سلبا
على الإقتصاد الأمريكي (( بالإضافة الى غيرها من الأسباب أيضا لكن ما
ذكرناه كان السبب المباشر )) أدت تلك الأسباب الى إنقلاب حركة اليورو
مقابل الدولار وبالتالي أمام العملات الأخرى وإرتفع اليورو الى مستويات
0.9400 خلال 6 شهور ..


إذا المتداول يدخل السوق مبدئيا عندما يلاحظ فرصة قادمة أو يتنبأ بقدوم
فرصة قد تمنحه الربحية التي يبحث عنها في سوق العملات .. لاحظ أن المتداول
عليه ألا يدخل السوق لمجرد الدخول .. عليك إنتظار فرصة حقيقية للدخول طبقا
لخطة تداول منطقية منضبطة ....

متى تدخل السوق : النظرية العامة تقوم ببساطة على الشراء عند أقل سعر والبيع عند أعلى سعر ...
لكن تلك النظرية على درجة عالية من الصعوبة عند التنفيذ فمن الصعب تحديد
ما هو أعلى سعر وأقل سعر بالتحديد . لذا ولأن العملات كما سبق وذكرنا تقوم
على التنبؤ يقوم المتداولون بإستخدام مستويات الدعم والمقاومة السابقة
لتحديد أعلى وأقل الأسعار المتوقعة خلال جلسة تداول معينة معتمدين على
الإقتناع العام في سوق العملات بأن التاريخ يعيد نفسه ..

المتداولون الأكثر خبرة يؤكدون أن التاريخ لا يعيد نفسه ولكن التاريخ
متجانس .. بمعنى أنهم يبيعون العملة فقط عندما تتخطى أو تكسر مستوى دعم
فشلت في تخطيه أكثر من مرة في السابق .. ويشترونها إذا فشلت في تخطيه ثم
يبيعونها إذا فشلت في تخطي مستوى المقاومة أو يشترون العملة مرة أخرى إذا
نجحت في كسر وتخطي مستوى المقاومة ...

إذا مستويات الدعم والمقاومة من الأساليب الهامة و المستخدمة بكثرة في عمليات التداول اليومية ..
البعض الآخر يفضل إنتظار إشارة تقنية أقوى على حدوث التغيير في الإتجاه من
خلال أحد المؤشرات التي سبق ذكرها في باب التحليل التقني مثلا تقاطع مؤشري
متوسط الحركة الى أعلى أو أسفل تقاطع مؤشري (Stochasitc) الى أعلى وأسفل
وغيرهما ...

نظرية أخرى هي التداول على أساس نظريات التراجع لفيبوناتشي الذي قمت بشرحه
في السابق ويقوم على أساس أن العملة لا بد أن تتراجع بما يعادل 38.2% أو
50% أو 61.8 % من حركتها السابقة .. بالطبع لا بد أن يتم ذلك في إطار
الإتجاه العام للعملة ...

مثال : إذا كان إتجاه اليورو / دولار هو إتجاه تصاعدي وصعد اليورو 300
نقطة . وتريد دخول السوق فمن الأفضل لك أن تنتظر تراجع اليورو بإحدى النسب
المذكورة أعلاه قبل إعادة شراء اليورو مرة أخرى مع إستعمال اساليب الحماية
بالطبع لأنك لا يمكنك أن تكون واثقا بنسبة 100 % ..

بعض المتداولين يستخدمون أسلوب الشراء والبيع العكسي وهو أسلوب يقوم
ببساطة على عملية بيع العملة عندما يكون الشعور العام بين معظم المتداولين
بإرتفاعها وشراء العملة عندما يصل تشاؤم المتداولين بها أقصاه ...

يفسر المتداولون ذلك بأن التفاؤل بعملة يصل أقصاه عندما تصل عملة ما الى أقصى إرتفاع ممكن لها (Top)
والتشاؤم يصل أقصاه عندما تصل العملة إلى أدنى سعر متوقع لها (Bottom) وهي
الحالتين اللتين تتبعان في معظم الأحوال بإنقلاب في حركة العملة ولة مؤقتا
لكنه غالبا ما يكون إنقلاب عنيف .. إذا المنطق هنا أن المتداول يبحث عن
عملية إنقلاب قريبة في سعر العملة .. ولكن تذكر أنك قد لا تستطيع تحديد
المكان النسبي لحدود السقف والأرضية للعملة ويجب أن تمتلك رأس مال يمكنك
من إنتظار هذا الإنقلاب ...

وهذا بالذات هو عيب هذا الأسلوب حيث أنه يعرضك لخسارة ضخمة إذا لم يكن لديك الخبرة والوسائل الكافية لتحديد سقف وأرضية الأسعار ...

لذا أخواني والأخواتي إحرص على دخول السوق بعد دراسة الرسوم البيانية
الخاصة بمستويات الدعم والمقاومة جيدا وتذكر أن سوق العملات ليس جامدا
وليس هناك طريقة مؤكدة لتحقيق الربح أو تفادي الخسارة ...

متى تخرج من السوق :
الخروج من السوق بربح أو بخسارة يعتبر بالنسبة للمتداولون في أي سوق عملات أو أسهم هو ثاني أصعب سؤال بعد سؤال متى تدخل السوق ...
نظريا الحل الأفضل هو الخروج من السوق عند أول مستويات الدعم أو المقاومة
بإعتبار نظري بسيط هو أن العملة عامة ما تفشل في تجاوز هذه المستويات ...

ما القانون الذي يجب إتباعه للخروج من السوق :

ألا معظم المتداولون بفضل الخروج عند أل مستوى للمقاومة أو الدعم ...
البعض الآخر يفضل الإنتظار للتأكد من أن العملة لم تتمكن فعلا من كسر هذا
المستوىوهو بذلك يأخذ نسبة مخاطرة أكبر مقابل إحتمال ربح أكبر إذا ما
تمكنت العملة من كسر مستوى المقاومة أو الدعم وإنتقلت الى المستوى الذي
يليه .

كذلك تذكر أن تلتزم بخطتك الموضوعة تحت أية تكاليف لا تغير الخطة أثناء تنفيذها ...

إشترينا الإسترليني على سعر 1.6140 وكان أو مستوى للمقاومة عند سعر 1.6250 .. لذلك نضع أمرا للخروج من السوق عند سعر 1.6240 ....

معظم المتداولين المبتدئين يقعون في غلطة بسيطة إذا وجد الإسترليني يتحرك
بصورة سريعة يقوم بإلغاء الأمر معتقدا أنه سيحقق ربح أكثر ...

يفشل الإسترليني في كسر مستوى 1.6250 وينعكس الإتجاه ..يرفض المتداول
الخروج بربح 50 نقطة بعد أن كان قد حقق 100 نقطة .. يواصل السوق في حركته
ويبدأ المتداول في تكبد خسارة لكنه يرفض الخروج بخسارة بعد أن كان حقق
ربحا وهكذا ...

تجنب هذا السيناريو هو الطريق لتجنب خسارة حساب المستثمر ككل يمكنك تجنب
هذا الوضع من خلال وضع الأوامر الخاصة بتحديد الخسارة أو الربح مثلا عند
شراء الإسترليني على سعر 1.6140 نضع أمر لتحديد الخسارة تحت أول مستوى
للدعم ونضع أمر تحديد الربح كذلك عند أول مستوى مقاومة وهكذا تستطيع ضمان
عدم حدوث كوارث وإنهيارات في إستثماراتك لأنك تتحكم حتى في نسبة المخاطرة
بمعنى أن الأمور سوف تظل تحت السيطرة