بسم الله الرحمن الرحيم
"عن أبي موسى قال : قال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : " مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم ، كمثل الغيث الكثير ، أصاب أرضاً ، فكانت منها طائفة طيبة قبلت الماء ، فأنبتت الكلأ والعشب الكثير ، وكانت منها أجادب أمسكت الماء ، فنفع الله به الناس ، فشربوا وسقوا ورعوا ، وأصاب طائفة منها أخرى إنما هي قيعان ، لا تمسك ماء ، ولا تنبت كلأً ، فذلك مثل من فقه في دين الله ، ونفعه بما بعثني الله به ، فعلم وعلَّم ، ومثل من لم يرفع بذلك رأساً ، ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به " متفق عليه .
قال الشيخ الإمام محمد الهلالي المغربي - رحمه الله - في كتابه "سبل الرشاد في هدي خير العباد" ج - 3 / ص - 333 / 334 - بعد أن ذكر هذا الحديث -.
(( ذكر في هذا الحديث أن الناس قسمان منتفع بدينه وغير منتفع به ، وكذلك الأرض على قسمين : منتفعة بالماء ، وغير منتفعة به ، و المنتفعة نوعان :
منبت : وغير منبت .
وكذلك المنتفع بالدين على صنفين :
أحهدهما : عالم عابد ، متفقه ، متفهَّم معلَّم ، كالطائفة الطيبة من الأرض التي قبلت الماء وأنبتت الكلأ ونفع الله بها الناس .
والثاني : عالم معلَّم غير متعبد بالنوافل لم يتفقه فيما جمع من العلم كالأرض الجدبة التي أمسكت الماء وانتفع به الناس .
وأما من لم يرفع رأسه ، ولم يلتفت إلى العلم قطعاً ، أو التفت ولم يعمل به مطلقاً ولم يعلَّم أحداً ، سواء دخل في الدين أو لم يدخل ، وبقي كافراً ، فهو كالقاع لم يمسك ماء ، ولم ينبت كلأ ، هذا خلاصة ما ذكره شرّاح " صحيح البخاري " )) اهـ
منقول
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وكل خير في اتباع من سلف- وكل شر في ابتداع من خلف